رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. تعليم وجامعات

النانو تكنولوجي يضع مصر في المركز الـ16 عالميًا من بين 30 ألف جامعة

أطلّت  الدكتورة رباب الشريف، عميد كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، اليوم،  في لقاء إذاعي بإذاعة الوادي الجديد مع المذيع محمد بدر الدين، في برنامج " حديث الواحة " ،  تحدثت خلاله عن أهمية هذا التخصص ودوره المحوري في دعم رؤية مصر 2030، مؤكدة أن النانو تكنولوجي لم يعد مجرد علم أكاديمي، بل أصبح أداة وطنية لحل مشكلات التنمية وتحديات المجتمع.
وأوضحت الشريف أن النانو تكنولوجي هو علم يهتم بالمواد الدقيقة جدًا، حيث يعادل النانو متر واحد جزءًا من مليار من المتر، وهو ما لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، لكنه أحدث ثورة في خصائص المواد عند استخدامه، ليمنحها قوة ومرونة تتجاوز بكثير قدراتها التقليدية.
من الفحم إلى أقوى من الحديد
أكدت رباب، أن النانو تكنولوجي يغير طبيعة المواد بشكل جذري، إذ يمكن تحويل الكربون العادي إلى "جرافين" أقوى بست مرات من الحديد، أو إلى "أنابيب نانوية كربونية" تفوق الحديد قوة وصلابة بمئة مرة، وهو ما يفتح الباب أمام تطبيقات هائلة في الطب والصناعة والطاقة والزراعة.
وأشارت إلى أن هذه التقنية لا تنفصل عن أدوات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيو تكنولوجي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، موضحة أن دمج هذه الأدوات يخلق عالماً جديداً يغيّر شكل الاقتصاد والمجتمع.
إرث فرعوني ورؤية معاصرة
لفتت الشريف إلى أن أصول النانو تكنولوجي تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث استخدم الفراعنة مواد نانوية في تلوين أقنعة المومياوات، مثل قناع توت عنخ آمون الذي يحتوي على ألوان ناتجة عن "نانو ذهب" مؤكدة أن هذا الاكتشاف التاريخي يمثل دليلاً على أن المصريين القدماء سبقوا العالم في توظيف العلوم الدقيقة.
كما أوضحت أن الدكتور مصطفى السيد، العالم المصري العالمي، كان أول من استخدم "النانو ذهب" في أبحاث علاج السرطان، وهو ما أعطى دفعة قوية لتوظيف هذه التقنية في المجال الطبي.
خدمة التنمية ورؤية 2030
قالت الشريف إن إنشاء كلية النانو تكنولوجي في جامعة القاهرة عام 2021 جاء استجابة مباشرة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا إلى توطين التكنولوجيا الحديثة في مصر. 
وأكدت أن الكلية لا تمنح درجات علمية من أجل الشهادات فقط، بل تشترط أن يرتبط كل بحث بمشكلة وطنية ملموسة، مثل تحسين نوعية المياه أو مواجهة الأمراض المستعصية أو تطوير الزراعة.
وأشارت إلى بروتوكول تعاون حديث مع محافظة الوادي الجديد لتطبيق تقنيات النانو في معالجة مشكلات الزراعة، مثل سوسة النخيل وملوحة التربة والمياه، معتبرة أن هذه المشروعات تمثل تجارب عملية لخدمة الأمن الغذائي.
النانو والأمن القومي
أبرزت عميدة الكلية أن النانو تكنولوجي لم يعد حكرًا على المختبرات، بل أصبح ملفًا استراتيجيًا يتعلق بالأمن القومي لمصر. 
وأوضحت أن استخداماته تمتد إلى التصنيع العسكري، بدءًا من الدروع الواقية والبدلات الذكية وحتى تقنيات الرادار والرقائق الإلكترونية، مشيرة إلى أن امتلاك هذه التكنولوجيا يعزز قدرة الدولة على حماية حدودها وتأمين مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي.
موقع مصر عالميًا
كشفت الشريف أن مصر احتلت المرتبة 16 عالميًا من بين 30 ألف جامعة في مجال أبحاث النانو تكنولوجي، وهو ترتيب متقدم يعكس حجم الجهد المبذول في هذا القطاع. 
كما شددت على أن سوق العمل في المستقبل سيتأثر بشدة بهذه التقنيات، حيث ستختفي وظائف تقليدية وتظهر أخرى جديدة مثل المتخصصين في النانو تكنولوجي داخل شركات الأدوية والمصانع.
المرأة المصرية في الصدارة
تطرقت الشريف إلى دور المرأة المصرية في قيادة القطاعات العلمية، مؤكدة أن مصر تعيش عصرًا ذهبيًا للمرأة في ظل دعم القيادة السياسية. وأوضحت أن جامعة القاهرة تضم 14 عميدة من بين 26 كلية، وهو مؤشر على حجم الحضور النسائي في قيادة المؤسسات الأكاديمية.
النانوتكنولوجي
النانو تكنولوجي يعد من العلوم الحديثة نسبيًا، إذ جرى تطويره منذ ثمانينيات القرن الماضي مع ظهور الميكروسكوبات الإلكترونية، لكنه سرعان ما تحول إلى ثورة صناعية عالمية. اليوم، تستخدم هذه التقنية في تطوير الهواتف الذكية، وتحسين كفاءة الطاقة الشمسية، وصناعة الأدوية، ومعالجة المياه، مما جعلها أحد أعمدة الثورة الصناعية الرابعة. وبحسب تقارير دولية، فإن استثمارات النانو تكنولوجي تتجاوز مئات المليارات عالميًا، ومن المتوقع أن تضاعف قيمتها بحلول عام 2030، لتشكل أحد أهم محركات الاقتصاد والتقدم العلمي في العالم.