رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

الشيخ سعد الفقي يكتب عن: معركة المنصورة لمن لا يعرفها!

14 أكتوبر (معركة المنصورة) الجوية وبطولات لا تُنسى، دروس رسَّخ لها نسور مصر الأوفياء

طبقًا لمقاييس العلوم العسكرية ومعطيات نتائج الحروب الجوية، كان مستحيلًا مواجهة طيران الفانتوم الأمريكي، ولكن طبقًا لمعطيات العقول المصرية والإرادة الفولاذية، كان الانتصار.

في منطقة الدلتا، وقاعدة المنصورة الداعم الرئيس لسلاح الجو، كانت هدفًا استراتيجيًا لطيران العدو. كان القادة يدركون ذلك وكانوا ينتظرون المواجهة. كل الخطط تم رسمها وتدقيقها، كل السيناريوهات كانت رهن التنفيذ. وقد حدث في صبيحة يوم ١٤ أكتوبر كنا على موعد مع المواجهة، فقد رصدت أجهزة الرادار المصرية على خطوط المواجهة سربًا من طيران الفانتوم ذائع الصيت. بسرعة البرق صدرت التوجيهات بالمواجهة. فشل العدو في استدراج النسور في كمائن أُعِدَّت على سماء البحر الأبيض المتوسط. فشلت الخطة وخاب سعيهم وعادوا يجرون ذيول الخيبة والانكسار.

دقائق وتعلن إشارات الرادارات المصرية عن مئة وستين طائرة معادية من نوع الفانتوم تحركت من قواعدها، والهدف ضرب المطارات المصرية في شرق الدلتا والتي تساند وتمثل خط الدفاع الأول عن الأماكن الاستراتيجية والاقتصادية. بسرعة البرق تنطلق ستون طائرة ميراج إلى السماء. كانت المهمة كبيرة وثقيلة.

الطيارون المصريون كانوا يؤمنون بأمرين لا ثالث لهما: إما النصر أو الشهادة، لا مكان للحلول الوسط، فالبحر أمامهم والعدو من خلفهم، إذًا لا بد من كسر كل القواعد. ثلاثة وخمسون دقيقة فوق الدلتا، أكبر معركة طيران في تاريخ الحروب. أبلى أبناؤنا بلاءً حسنًا، كسروا القواعد وتحققت المعجزة التي تُدَرَّس الآن وسوف تُدَرَّس على مر الزمان في كل المعاهد العسكرية وفي غرف العمليات. ما زالوا يضربون أخماسًا في أسداس. كانت خسائر العدو أكثر من (١٦) طائرة للعدو تحطمت في الجو وتطايرت الأشلاء. كان يومًا مشهودًا ومعلومًا للجميع، في القرى سمعت بنفسي تكبيرات الله أكبر.

كنا صغارًا وكنا نشاهد المعارك رأي العين فوق سماء القرى. كنا وما زلنا نتباهى ونتفانى. وهكذا المصريون عندما يمتلكون الإرادة والعزيمة يحققون المعجزات. روح أكتوبر عامة وروح الرابع عشر ومعركة المنصورة نحن أحوج ما نكون إلى استلهامها واستخلاص الدروس منها، وربما كان أبرزها: ليس هناك مستحيل. معركة المنصورة الجوية ونسور مصر سوف نحكيها لأولادنا وسوف تتناقلها كل الأجيال. دروسها ستظل الحافز القوي والداعم أن المستحيلات لا وجود لها في عالم العسكرية المصرية.

حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا ورئيسًا، اللهم آمين.

الشيخ  سعد الفقي
كاتب وباحث