شهدت مدينة زفتي بمحافظة الغربية واقعة مثيرة خلال الساعات الماضية، بعدما تمكنت مباحث قسم شرطة زفتي من ضبط موظف متهم بـ ابتزاز مديرة مدرسة ومساومتها ماليًا مقابل إيقاف حملة تشهير واسعة ضدها عبر إحدى مجموعات فيس بوك التي يستخدم صاحبها ميزة إخفاء الهوية، وتم الكشف خلال التحقيقات عن أن المديرة ليست الضحية الوحيدة، إذ أعلن عدد كبير من الشخصيات العامة تعرضه لنفس التشهير والسب والتشويه، وعلي الفور أعلن عدد من مديرات المدارس تضامنهن معها بعد تعرضهن للسب والتشهير على نفس الصفحة وبالأسلوب ذاته.
بداية الواقعة ونشر منشورات مجهولة الهوية
بدأت تفاصيل القضية عندما ظهرت منشورات مسيئة تستهدف عددا من مديري ومديرات المدارس بزفتي داخل إحدى مجموعات فيس بوك، مستخدمًا ميزة مجهول الهوية، الأمر الذي صعب معرفة صاحب الحساب وكانت من بين الضحايا مديرة مدرسة تدعي ش ب، التي فوجئت بمكالمات هاتفية تعرض عليها إنهاء المنشورات المسيئة نظير مبلغ خمسة آلاف جنيه.
المديرة قررت مجاراة المتهم وأبلغت مباحث قسم شرطة زفتي، ليتم إعداد كمين مُحكم أسفر عن ضبطه أثناء محاولة إتمام الاتفاق.
تحقيقات الشرطة وتحريات الجهات المختصة
تلقى اللواء محمد عاصم مدير المباحث الجنائية إخطارًا من رئيس مباحث قسم زفتي بالواقعة، حيث قدمت المديرة تسجيلات صوتية ومحادثات تؤكد مطالبة المتهم لها بمبالغ مالية بزعم أنه يعرف صاحب الحساب الذي يدير الحملة ضدها.
وأثبتت تحريات قسم شرطة زفتي صحة الواقعة، مؤكدة وجود محادثات وتواصل فعلي بين المتهم والمديرة، كما رصدت حدوث مشادة وواقعة تعد لفظي بين الطرفين، بينما أشارت تحريات مباحث تكنولوجيا المعلومات إلى أنها لم تستطيع الجزم أن المتهم يدير الصفحة محل الاتهام، خاصة عقب مسح كل المنشورات المشار إليها، ولم تتمكن التحريات من إسناد الإدارة الفنية للحساب إليه.
دفاع المتهم يؤكد أنه مجرد وسيط خير
أحمد السباعي، محامي المتهم، صرح بأن موكله أكد خلال التحقيقات أنه لا يجيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تدخله جاء بدافع "الخير" على حد قوله لإنهاء الأزمة، وان تدخله معتمدًا علي استعانته بشخص آخر محترف في وسائل السوشيال ميديا مقابل مبلغ مالي، ظنًا من موكله أن الشخص المُشار إليه سيتمكن من حل أزمة النشهير وإنهائها، وأضاف المحامي أن موكله يعاني من ظروف صحية كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يمكنه إدارة صفحات أو شن حملات تشهير.
مديرات مدارس يتضامن مع المديرة المجني عليها
وعقب انتشار خبر القبض علي المتهم أعلنت عدة مديرات مدارس من داخل مركز ومدينة زفتي أنهن تواصلن مع المديرة المجني عليها وأعلن تضامنهن، مؤكدات تعرضهن لنفس أسلوب السب والتشهير على نفس الصفحة وبطريقة متطابقة، ما أثار مخاوف لدى العاملين بالقطاع التعليمي بشأن وجود مخطط يستهدف تشويه سمعة القيادات التربوية عبر حسابات مجهولة.
قرار المحكمة بإخلاء سبيل المتهم
قاضي جنح زفتي قرر إخلاء سبيل المتهم بكفالة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه، بعد عدم طعن النيابة على القرار، وأكد محاميه أحمد السباعي أن المتهم دفع الكفالة في قسم شرطة زفتي، مشيرًا إلى أن تحريات مباحث تكنولوجيا المعلومات وحالة المتهم الصحية كانتا من أسباب قناعة المحكمة بالإفراج علي ذمة القضية لحين عقد المحاكمة واستكمال أوراق القضية، ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد هوية صاحب الحساب المجهول الذي يقود حملة التشهير.
وأكد مراقبون من مناطق متفرقة أن هذه الواقعة تصاعد الظاهرة المتعلقة بـ "المحتوى مجهول الهوية" على مواقع التواصل، وما يمكن أن تسببه من تهديد لسمعة الأفراد، خاصة القيادات سواء التعليمية أو غيرها، كما تكشف أهمية تكثيف جهود أجهزة الشرطة للوصول إلى عناصر الحملات الممنهجة التي تستغل وسائل التواصل للإساءة والتربح غير المشروع.