رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
المشرف العام على التحرير
محمود الشاذلى
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. وجهات نظر

البيومي محمد عوض يكتب: مختار عيسى .. بُطُولَة أن تصفِّقَ أجنحَة الشاعِر فِي أكبَادِ السَّمَاءِ اليَوْمَ !!

(1)
الحياة؛
تغلقها الضرورة، يفتحها الشعر !
يقيّدها الشرط، يحرّرها الشوق والإيقاع !!

(2)
انقطع التيار الكهربائي؛ فانفرط النور من جوانحنا علينا..!!

(3)
تمددتْ سحابة سوداء شفيفة على ماء المسبح الأزرق الذي يضج بالملائكة الصغار ...بدأت الأرواح في الهمهمة .. قفزت الغابة في أوردتنا تشقشق كالعصافير .. تفتحت بغتة شموس خضراء على أطراف المائدة الدائرية .. وَرَقَّ نسيمٌ منعش بطعم الذاكرة والملكوت والنايات..

كنا أربعة:
هو .. 
والعبد لله .. 
وطفل يمتشق النور .. اسمه الحسيني عبد العاطي .. 
وقمر يهز بجذع القصيدة .. اسمه أحمد علي منصور ... 

ودار حوارٌ مشغوفٌ مشتعلاً بفكرة ( الأدب ) مع الذات الإلهية في شعرنا العربي الحديث والمعاصر ... وكيف أن كثيرين من هؤلاء الملقبين بالكبار يستكبرون في وقاحةٍ ودمامةٍ فنيةٍ على هذا ( الأدب ) ... يسفحون دمه الشريف المعصوم على أرض قصائدهم المرتكبة باسم الحرية والجمال أفدح وأقبح كبائر الشعر حين يجعل من نفسه إلهاً يعبد ... وصنماً تقرب إليه القرابين زلفى ... 

بينما كنا في هذا الدخان الفكري والشعري الأسود .. 
إذ طلع علينا ( هو ) بتطلعاته القديمة إلى السماء الأولى ... العليا ... فانقشعت عن أرواحنا المكدودة كل أعباء ذاك الأسود الخانق المكظوظ ... شرعنا في التنفس وقد كنا قاب قوسين أو أدني من انهيار الطمأنينة والسكينة بداخلنا ... وجعلنا ننظر إلى أجنحته  وهي تصفق وتخفق وتضرب أكباد السماوات بارتعاشاتها النورانية الفاتحة لكل مدن البرق والشوق والذوق في جسارة نادرة .. وبطولة خارقة .. وشفافية ونقاء رائعين ملهمين ... 

وجعل الشاعر يكلم ربه .. 
يناجيه... ( ناجيناه معه) .. ويستغفره .. ( استغفرناه معه ) ... يتدلل عليه ... (عن نفسي أشفقتُ من هذا المقام .. خفتُ وارتعبتُ  .. ارتعشت رُكَبِي وارتجفت مفاصلي )

وسمعناه يصرخ كالحنين الجارف: 
بِكَ لَكَ مِنٍّي انتشلنِي ... 
أنا العشاق المجدولة أضلاعه من محبةٍ وعشمٍ ... 
عيالك نحن يا الله ... 
ولي أمرنا أنتَ ..
هل قلتُ: كأني أرى الله يضحكُ ؟! .. 
وأجهشنا بالعشق حين عاتبه: 
كيف تركتنا للتنانين والطغاة تنهش أكبادنا في البر والبحر والسماء ؟!
..
..
أما زلتم ملتفين حول المائدة 
قريباً من المسبح وشجارات الملائكة الصغار والنسيم ؟!!
من كان لم يزلْ؛ 
فأنا في السدرة مزروعة روحي الآن.. أغمسها في بكاءٍ وقمر !!

(4)
أن تبلغ ( الستين) ، وما زلتَ تحمل سيفَ الجمالِ والتجلي .. تحز به رقاب الجهل والهشاشة والقبح والجفاف والغباء والعهر الفكري والأدبي والنقدي والثقافي في عالمنا العربي؛ فهذا يعني ببساطة مكشوفة جداً أنك من فصيلته النادرة النقية في هذا الزمان الهجين الموبوء المنافق !!

(5)
مختار عيسى:
ليس فقط شاعراً .. أو ناقداً .. أو مدافعاً بجسارةٍ عن قيم الحق والجمال والانضباط الثقافي .. أو فاتحاً في أرواحنا مدائننا العقيمة .. زارعاً فيها رياحين العرفان والمعرفة .. وزهور التسامي والولاء للأدب والنور والتجلي ..

مختار عيسى:
نوع من الخلاص من ربقة العمى والصمم وهشاشة الأرواح ونزوع أجسادها الغريزي المتسفل نحو الضائع والأجوف والسرابيِّ والمخادع ..

بحقٍّ أشهدُ ..
مختار عيسى:
كونٌ من الحرية الجميلة يدحض الضرورة..
نصٌّ روحيٌّ ثقافيٌّ مجاهدٌ مفتوح على كل أصابع التآويل العرفانية الرسولة..
رمح من برقٍ يخزق كل عيون جورنيكات العالم ... 
فيما لا يكف عن اقتراح كل النوافذ والشبابيك المشرعة على ضفائر رائحة زهور البرتقال والجلنار !!

(6)
السلام ُعليكَ أيها الجميلُ ورحمة الله وبركاته !!