كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة مقلقة بين الجلوس أمام الشاشات لفترة طويلة خاصة قبل النوم، وارتفاع ضغط الدم لدى الشباب ومتوسطى العمر، وتأثير ذلك بدوره على صحة القلب، وفقا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وقد فحصت هذه الدراسة التي نشرت مع بداية هذا العام 2025، نحو 4318 مشاركا من الشباب ومتوسطي العمر الذين خضعوا للفحص الطبي، وأثبتت أن الاستخدام الطويل للشاشات قبل النوم له تأثير كبير على ضغط الدم.
أوضحت الدراسة أن الاستخدام المفرط للشاشات قبل النوم وكثرة التصفح يحفز العقل ويسبب التوتر، حيث إن الطبيعة السريعة لمحتويات الإنترنت تضع الدماغ في حالة تأهب قصوى، مما يؤدي عادةً إلى ارتفاع معدل ضربات القلب ومستويات الأدرينالين، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تنشيط استجابة الجسم للتوتر، والذى قد يسبب استمراره في ارتفاع ضغط الدم، حتى أن تصفح الموبايل ساعة إلى ساعتين قبل النوم قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ووفقًا للدراسة التي أجريت عام 2024، فإن استخدام الشاشات زاد بمعدل كبير بين المراهقين والشباب مع توفر الهواتف الذكية على نطاق أوسع خلال العقد الماضي.
إن مشاهدة محتويات مثل الأفلام في وقت متأخر من الليل يؤدي في المقام الأول إلى اضطراب أنماط النوم، كما تُصدر الشاشات الضوء الأزرق، الذي يثبط إنتاج الميلاتونين، مما يجعل من الصعب النوم، وتعتبر قلة النوم هي عامل خطر معروف لارتفاع ضغط الدم، كما أن قلة ساعات النوم تعني وقت تعافي أقل للجهاز القلبي الوعائي، مما يزيد بشكل كبير من خطر ارتفاع ضغط الدم.
إن الوقت الذي تقضيه جالسا أمام الشاشات يمنحك نمط حياة خاملا ويؤثر بدوره على نشاط البدني، ويرتبط نمط الحياة الخامل ارتباطا وثيقا بالسمنة، وهي عامل خطر كبير لارتفاع ضغط الدم، ويزداد الخطر بشكل أكبر مع تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية التي غالبًا ما تصاحب تصفح الشاشات خاصة في وقت متأخر من الليل.
كما أن تنوع المحتوى لذى يتم تصفحه عبر الشاشات بين المضحك إلى المخيف، يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية، حيث أن التعرض لمقاطع فيديو سلبية قد تسبب زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم، ويمكن أن يؤدي تكرار هذه الدوامة بمرور الوقت إلى الإجهاد المزمن وارتفاع ضغط الدم.