إهتز الوجدان ، وزلزل الكيان ، ومصر تحتفل بعيد الشرطه ، وذلك تأثرا بما تعرض له العميد الشهيد فتحى سويلم رحمه الله ، من غدر منبعه خسه ، ونداله ، وتدنى ، وإنحطاط ، بل إن هذا الحادث الجلل جعل اليقين راسخ أنه لاكرامه لمجرم ، ولاحقوق إنسان لبلطجى يروع الآمنين ، ويزهق أرواح الأبرياء ، كما نبهنا إلى خطورة الشحن المعنوى الذى يمارسه منعدمى الضمير ضد الشرطه ، ورجالها العظماء ، إنطلاقا من واقعه فرديه قد تحدث من ضابط شرطه لاتمثل ظاهره ، بل إنها من الطبيعى فى الحياه ، لأننا فى مجتمع بشرى ، وليس ملائكى ، فى تجاهل لما يؤديه رجال الشرطه من دور وطنى عظيم ، له علاقه بحفظ الأمن ، والنظام ، وتحقيق الأمان المجتمعى لكل أبناء الوطن ، حادث جلل يتعين أن نقف أمامه بالدراسه ، والتحليل ، والإنتباه لما يحاك للوطن ، ومايبثه بعض المغرضين من تشويه لجهاز الشرطه لتصدير بالأفهام أن من فيه ضد الشعب .
ذهب ليؤدى دوره الوطنى بفض نزاع داخل بنك مصر بالفيوم ، بين عميل ، وموظف تلبية لواجبه الوطنى فى التفاعل مع مايتلقاه من إستغاثات ، فباغته العميل المجرم ، وأزهق روحه ، هذا جعلنى أنتبه إلى مايتم الترويج له وفق الموروث البغيض ضد الشرطه ، ورجالاتها الكرام ، فلو كان تعامل معه بشده لنعته المغرضين بالقسوه ، ولوجدنا قنوات مغرضه تضلل الرأى العام وتجعل منه الملاك البرئ ، والإنسان البسيط المسالم ، الذى تعدى عليه ضابط شرطه ظالم ، ولأذهلنا مايتم طرحه من حكايات عن عظمة هذا المواطن ، وجبروت الضابط الذى لم يراعى حقوق الإنسان ، لعنة الله على حقوق الإنسان لو كان منطلقها على هذا النحو ، المؤسف أنه حدث ماحدث وخرصت الالسنه ، ولم أجد من ينال هذا المجرم بكلمه ، إنها الثقافه البغيضه التى زرعها بداخلنا إعلام فاسد ، وأشخاص مغرضين مجرمين .
القضيه ليست قضية عميد شرطة شهيد الواجب ، والحق فحسب ، إنما هى قضية وطن يفتقد من فيه للحكمه ، والوعى والفهم والإدراك السليم لمجريات الأمور ووقائع الأحداث .. وطن يتٱمر عليه كل من هب ودب ، فقلبت الحقائق ، وتعاظم الهزل ، ودمرت الأخلاقيات .. وطن يعانى من الجهاله ، وتغييب العقول ، ولنا فى ذلك وقائع كثيره يندى لها الجبين ، منبعها إفتقاد المصداقيه ، وهذا يجعلنا ننتبه إلى أن ماحدث هو ميراث من الشحن الذى مارسته القنوات المغرضه ، وأصحاب الأقلام منعدمى الضمير ، الذين كثيرا ماجعلوا من " الحبه قبه " ، لتهييج الرأى العام ، دون إدراك لخطورة هذا النهج على كل الوطن .
شهادة لوجه الله من كاتب صحفى أصبح شاهدا على العصر ، حيث تجاوز عطاؤه فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه الأربعين عاما ، وأصبح من جيل الرواد بنقابة الصحفيين ، إمتهن الصحافه رساله نبيله ، وليست وظيفه ، لذا أقول لله ثم للتاريخ ، كثيرا تعايشت وأتعايش مع رجالات الشرطه الكرام ، من منطلقات عديده أهمها كمحرر متخصص فى شئون وزارة الداخليه ، ورئيسا للقسم القضائى فى فترة عملى بجريدة الوفد ، وإقتربت من الضباط حديثى التخرج ، والرتبه ، وعظمائهم ، فى القلب منهم الوزراء الكرام اللواء عبدالحليم موسى ، واللواء جميل أبوالدهب ، واللواء كمال الدالى ، والقاده العظام اللواء وجدى بيومى ، واللواء محمد عبداللطيف خضر ، واللواء صالح المصرى ، واللواء سليمان نصار ، واللواء طارق عطيه ، وزميل الدراسه اللواء جمال الرشيدى ، وجميعا تاجا على رأسى ، ورأس كل المصريين ، أشهد الله أنهم أنقى وأعظم من قابلت فى حياتى من البشر ، يتقدمهم وزير الداخليه اللواء محمود توفيق ، الذى نال تقديرى تاثرا بعطائه الأمنى الرفيع ، وتاريخه الأمنى المشرف الذى كشف لى جانبا منه أخى ، وصديقى الحبيب معالى الوزير المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبيه والإسكندريه ، والذى عايش وزير الداخليه عندما كان مديرا لمباحث أمن الدوله بالقليوبيه .
الأمر جد خطير يتطلب ضرورة الإنتباه ، والحذر ، وأن يتصدى كل الشرفاء فى هذا الوطن الغالى لهذا النهج البغيض ، الذى يهدف إلى النيل من جهاز الشرطه ، وتشويه رجالاته الكرام ، ويكشفوا النقاب عن كل المزايدين الأوغاد ، ويعملوا على بث الطمأنينه فى نفوس الناس ، والتمسك مرارا وتكرارا بطرح مايقوم به رجال الشرطه الأوفياء من أعمال عظيمه ، وكشف أى تجاوز قد يرتكبه ضابط فى حدود كون ماقام به واقعه فرديه ، وليس نهج عام بفضل الله ، لعلنا نستطيع تغيير هذا الموروث السيىء ، القائم على تشويه الشرطه قاده ، ومنظومه ، وأداء .