رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. اّخر الأخبار

الأزهر يطلق الأسبوع الدعوي الحادي عشر بعنوان "التأهيل الإلهي للنبي ﷺ"

 

استكمالًا لفعاليات الأسبوع الدعوي الحادي عشر للأزهر الشريف، والذي تعقده الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بالتعاون مع الجامع الأزهر، تحت شعار"سيرة ميلاد وبناء أمجاد"، شهد الجامع الأزهر فعاليات اليوم الرابع، بندوة حول "تأهيل إلهي لرحلة نبوية خاتمة"، بحضور اللقاء فضيلة الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة أ.د/ السيد بلاط، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء فضيلة الدكتور صلاح السيد، مدير عام التوجيه بمجمع البحوث الإسلامية.

قال فضيلة الدكتور السيد بلاط، إن الحياة النبوية قبل البعثة كانت تنقسم إلى مرحلتين، تبدأ الأولى من ميلاده ﷺ إلى مرحلة الصبا، وقد روي عن والدته آمنه تقول: "لم حملت به لم أجد له ألمًا ولا وجعًا ولا مشقًة ولا تعبًا كما تجد النساء، ويقول عثمان ابن أبي العاص، شهدت أمي ولادت الرسول ﷺ فقالت: "فو الله إن الحجرة كلها نور فأنظر إلى الخارج فما أرى إلا النور" قال الحق تعالى: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين" وكثير من المفسرين يقول إن النور المراد هو الرسول ﷺ، لأنه ﷺ جاء ليخرج الناس من الشرك والضلال إلى الإسلام والهداية، كما ذكر أن النبي ﷺ ولد قبل الفجر، فكرم الله سبحانه وتعالى الوقت الذي ولد فيه الرسول الكريم ﷺ فهو من الأوقات التي تنزل فيها الرحمات وتقبل فيها الدعوات، مشيرًا إلى أن الحق سبحانه وتعالى طهر نسب الرسول ﷺ فقال عن نفسه: "ولدت من نكاح ولم اولد من سفاح من لدن آدم إلى يوم مولدي".

وأضاف فضيلة الدكتور سيد بلاط أن النبي ﷺ كان سببا للخير في كل مكان حل وارتحل فيه وفي هذا المعنى تقول السيدة حليمة السعيدية مرضعة الرسول ﷺ أنها حدث لها وفرة في اللبن، على غير ما هو معتاد لديها، وهذا حدث والنبي ﷺ رضيع، مبينا أن استرضاع النبي ﷺ في بني سعد على الخصوص، لأن هذا من التمهيد للنبوة والرسالة، لأن قبيلة بني سعد تتميز بأمرين، الأول حسن الخلق، كانت قبيلة بني سعد معروفة بأخلاقها الفاضلة، وهذا ما يحتاجه الأنبياء في تربيتهم. فكارم الأخلاق هو جزء أساسي من الشخصية النبي، والثاني حسن اللغة، وكان أهل بني سعد تمتلك لغة عربية سليمة وفصيحة، وهي سمة ضرورية للرسل والأنبياء ليتمكنوا من ورسالتهم بوضوح وبيان، لافتا إلى أن معجزة شق الصدر التي حدثت للنبي ﷺ هي حادث حسي حدث للبني ﷺ، للإعداد للرسالة والنبوة، لذلك لم يكن في قلب النبي ﷺ حظ للدنيا، فكانت أمراض القلوب لا تعرف طريقا لقلبه ﷺ، وفي هذا يقول النبي ﷺ:" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"، مضيفًا أن انتقال النبي ﷺ من كنف أمه إلى كنف جده، ثم كنف عمه أبو طالب، كان سببا للبركة والخير في كل مكان انتقل إليه، كما أنه عمله ﷺ بمهنة رعي الغنم، تدريب على سياسية القيادة والصبر والجلد وتحمل المشاق، والتفكر لهذا كان امتهان النبي ﷺ لهذه المهنة من باب الإعداد للرسالة، موضحًا أنه عندما خرج في مهنة التجارة إلى خارج مكة، لمعرفة أجناس البشر وثقافاتهم وعادتهم، مما وسع في مدارك الرسول وأصبح على معرفة بالمجتمعات المختلفة. 

وبين فضيلة الدكتور السيد بلاط، أن المرحلة الثانية تبدأ من حياة الرسول ﷺ قبل البعثة، مرحلة الشباب، من سن السادسة عشر إلى البعثة المشرفة في عمر الأربعين، عندما حضر الحرب التي دارت بين قبيلتي قيس وكنانة، وكانت من عادات العربية السلبية، وحضر بعد ذلك حلف الفضول الذي قال عنه: " "والذي نفسي بيده لو أدعى به في الإسلام لأجبت"، لم فيه من المصلحة للناس من وقف إراقة الدماء، كما أن زواجه من السيدة خديجة كان إعداد للرسالة لمساندتها له بالمال مقابل العمل في مالها، وكانت أول من أمن به ودعمته، وكانت تزيح عنه ما يلقى من العنت، وبدأ يظهر دوره  ﷺ في الإصلاح الاجتماعي عندما فض الخلاف الذي دار بين قريش حول الحجر الأسود.

من جانبه قال فضيلة الدكتور حسن يحيى، إن المولى سبحانه وتعالى أعد نبيه ﷺ للرسالة إعدادًا إلهيا، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة من الفضائل والمحاسن إلا وجدت في سيدنا رسول الله ﷺ التي تؤهله للقيام بمهمته الشريف، لذلك كانت العناية للرسول ﷺ في كل مرحلة مر بها ﷺ هي شرف وفخر للأمة الإسلامية بأكملها، ويقول الحق تعالى: "يا أيها النبي إن أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا"، وهنا بدأت مرحلة العمل الذي من أجلها أعد الله سبحانه وتعالى واعتنى بها طوال كل مراحل حياته، ولأن التكليف الإلهي للبني ﷺ كان أمرًا عظيما كذلك مر النبي ﷺ بمراحل إعداد عظيمة، تناسب المقام الذي بعث لأجله.

وأوضح أمين اللجنة العليا للدعوة، أن الأمة الإسلامية وصفها الله سبحانه وتعالى بوصف عظيم يوضح مقامها الكبير وذلك بفضل تبعيتها لرسول ﷺ الله قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، لذلك يجب أن نقتدي بمنهج الإعداد الذي مرت به حياة سيدنا رسول الله ﷺ، هذا المنهج المتكامل من التأهيل النفسي والبدني والروحي، هو الذي تصلح به المجتمعات ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

في ختام الملتقى قال فضيلة الدكتور صلاح السيد ، إن النبي ﷺ حفظه الله في كل مراحل حياته من أعمال الجاهلية، وهذه هي العناية الإلهية التي أحاطت بسيدنا رسول الله ﷺ، لهذا كانت حياته قبل البعثة الشريفة حياة كلها مليئة بالفضيل، فعبر بأخلاقه وسلوكياته عن الإسلام قبل أن يوحى إليه بالرسالة، وهو ما يمكن وصفه بأنه استشعار للأمانة والمسؤولية التي ستلقى عليه فيما بعد، لهذا كان ﷺ خير مثال للإسلام حتى قبل أن ينزل عليه ﷺ الوحي، لهذا يصف العلماء حياة النبي ﷺ في الفضيلة قبل الرسالة وبعد الرسالة على السواء، كما أنه ﷺ كان محبا للعمل والمشاركة الاجتماعية، إضافة إلى ما مر به من أعداد روحي من خلال التفكر والتعبد في ملك الله سبحانه وتعالى.    

جدير بالذكر أن الأسبوع الدعوي الذي تشرف عليه وتنظمه اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، يهدف إلى تعزيز الوعي الديني الصحيح، ومواجهة الأفكار المتطرفة، ونشر تعاليم الإسلام السمحة، من خلال طرح علمي لنخبة من كبار العلماء والدعاة، ويعكس الأسبوع الدعوي حرص الأزهر الشريف على التواصل المباشر مع الجمهور، وتقديم الإرشاد الديني بطريقة مبسطة وميسورة.

يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.