قلنا ومازلنا نقول التفتيش والحوكمة يجب أن يكونا أداه للبناء لا للهدم.. لاستنهاض الهمم والأخذ بأيدي رجال الدعوه لا احباطهم وكسرهم.
ورحم الله اياما كان رجل التفتيش انسان راق لايحمل في قلبه غلا ولاحقدا... كانوا عونا لرجال الدعوه...
ذات مره حضر الشيخ / علم الدين الشاذلي وكان من الصالحين للتفتيش على المسجد وكنت قد ذهبت لأداء عزاء في قريه مجاوره والمعنى أن سيدنا علم بذلك...
وقد تصرف بحكمه وحنكه لم يكسرني أمام رواد المسجد بل فتح الميكرفون وبدأ في درسه واستمر حتى عدت من واجب العزاء.. واحتضنني وربت على كتفي وشكرته على حكمته وأدبه....
وطلبت منه أن نذهب سويا الي البيت تناولنا الغداء الذي كان موجودا وكان بسيطا... واذكر انه قال لي والله هذه اللقمه لها طعم خاص... وكنت استحي اذ كان بودي أن استعد ولكنه جاء دون موعد.. وظل يتحاكي عن زيارته لي
ويشيد اللقمه الخفيفه التي تناولها معي...
زمان في الماضي كان رجل الدعوه إنسانا حصيفا ذو درايه بتضاريس الأماكن والرجال كان يقدر الناس لايهينهم ولا يقلل من قدرهم.
ولكن بعد دخول صغار السن ومعدومي الخبره و بالأحرى اختيار أهل الثقه لا الكفاءه انقلب الحال وتغيرت الدنيا.
فهل يتغير حال الحوكمه أم تظل في ترهلها حتى يأذن الله
زمان كان المفتش قريبا من الامام في شقيقه الذي لم تلده أمه أما اليوم وفي كل ادارات الأوقاف فهناك حاله من التنافر بين عدد غير قليل من المفتشين وأئمه المساجد
ومن حق معالي الوزير أن يبعث برجاله للوقوف على حجم التنافر والشقاق من خلال تحقيقات الشئون القانونيه النيابه الاداريه..... والأرقام لاتكذب والمحاضر ممهوره بالحبر الذي لايمحي...
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
سعد الفقي
كاتب وباحث
الحوكمة