رئيس مجلس الإدارة
شريف عبد الغني
رئيس التحرير
ناصر أبو طاحون
رئيس التحرير التنفيذى
محمد عز
  1. الرئيسية
  2. محافظات

اللواء حاتم:  إسرائيل تجند مرتزقة عبر الإنترنت لتعويض خسائر غزة.. و«النجم الساطع» يعزّز جاهزية الجيش المصري

 

قال اللواء أح دكتور حاتم صابر، الخبير العسكري والإستراتيجي والمتخصص في الإرهاب الدولي، خلال لقاء إذاعي مع المذيع محمد بدر الدين بإذاعة الوادي الجديد، اليوم، إنه قد لجأ الجيشُ الإسرائيلي إلى تجنيد مقاتلين مأجورين عبر منصّات التواصل ومواقع متخصصة، في محاولة لردم فجوةٍ أحدثتها خسائر ميدانية وضغوط نفسية متصاعدة بين صفوف جنوده خلال العمليات الجارية في قطاع غزة.
أكد حاتم،  أنّ التعويل على مجنَّدين من خارج المنظومة التقليدية جاء بعد تعثّر مسارات الاستدعاء المعتادة، وتراجع قابلية وحداتٍ قاتلت طويلًا في بيئاتٍ حضرية معقّدة على العودة السريعة إلى خط التماس.
تجنيد رقمي لتعويض النزيف
أوضح اللواء حاتم، أنّ وحدات بالجيش الإسرائيلي اعتمدت إعلاناتٍ على شبكات اجتماعية ومنصّات متخصصة في “العمل العسكري الخاص” لاستقطاب عناصر من دولٍ شتّى، بعضها مناطق يُثار حولها جدلٌ يتعلق بالولاءات، ويستهدف الطرح سدّ النقص الناجم عن إصاباتٍ جسدية بالغة وصدماتٍ نفسية تراكمت خلال معارك الأزقّة والمربّعات السكنية، فيما قدّرت التقارير أنّ عشرات الآلاف استُدعيوا خلال الشهور الماضية لكنّ القدرة على إعادة تدويرهم بسرعة بقيت محدودة.
ضغوط نفسية تتفاقم
ذكر اللواء حاتم،  أنّ طيفًا واسعًا من الاضطرابات النفسية ضرب وحدات عائدة من الميدان، من نوبات الهلع إلى أعراض ما بعد الصدمة، ما جرى معه تحويل أعدادٍ إلى مصحّاتٍ وبرامج إعادة تأهيل مؤكدا  أنّ هذا الواقع النفسي يحول دون جاهزية فورية للعودة، ويُنتج بدائل عملياتية أقلّ استقرارًا، بينها الاستعانة بمتعاقدين عسكريين لتأدية مهام محددة تحت إشراف وحداتٍ إسرائيلية.
تكتيكات «الكَمين» وتعقيد الميدان
قال إنه في الجنوب، رفعت مواجهةُ تكتيكات «الكَمين» منسوب التعقيد، مع حديث الجيش الإسرائيلي عن فقدان أربعة جنود في معركةٍ بخان يونس جرى خلالها البحث في مناطق شديدة الوعورة واحتمالات الأسر بطرق تمويه متقدّمة. وتُفاقم هذه السيناريوهات الضغط على القيادات في عمليات الإنقاذ، وتُعمّق أثر الحرب النفسية على التشكيلات المتقدّمة.
«النجم الساطع» صقَل القيادة ووحّد المفاهيم
أكد اللواء حاتم، أنّ مناورات «النجم الساطع» الأخيرة أفضت إلى «فوائد عملياتية مباشرة»، أبرزها صقل كفاءة القيادات في إدارة المواقف التكتيكية المفاجئة ورفع جاهزية الوحدات المشتركة، كما  أنّ الاحتكاك المهني مع قوات متعددة الجنسيات أتاح اختبار تكتيكات حديثة وتبادل خبرات، والوصول إلى دروسٍ مستفادة واضحة حول نقاط القوة والثغرات وكيفية معالجتها.
 وأضاف: «توحيد المفاهيم بين الأفرع الرئيسية—برّي وبحري وجوي ودفاع جوي—يعني لغةً عملياتية مشتركة وإجراءات تشغيل متفقًا عليها وقواعد اشتباك محددة، ما يقلّص فجوات الفهم ويُسرّع قرار القيادة».
ردّ على حملات التشكيك ورسائل ردع
شدّدت اللواء حاتم،  على أنّ ما يُروَّج بشأن «إفشاء تكتيكات مصرية» «طرحٌ غير مهني»، مؤكدةً أنّ العقيدة التدريبية تراعي صون السرّية، وأنّ ما جرى تبادله مفاهيم عامة وتقنيات تعاون، بينما تبقى تفاصيل الخطط القتالية حكرًا على غرف العمليات الوطنية، واعتبر أنّ تعدّد الجنسيات «رسالة ردع» تعكس صلابة الشراكات العسكرية وقدرة مصر على العمل مع حلفاء إقليميين ودوليين.
لماذا التدريبات المشتركة ضرورة؟
بحسب حديث اللواء حاتم،  أسهمت بيئات التدريب المركّبة في قياس الجاهزية تحت ضغطٍ قريب من القتال الحقيقي، واختبار التكامل بين منظومات السلاح، ورفع كفاءة الإمداد والقيادة والسيطرة، إلى جانب التعاطي مع تهديدات «هجينة» تمزج التقليدي بغير النظامي والسيبراني والمعلوماتي. 
وتابع قائلا: «النتيجة قادة أسرع قرارًا ووحدات أكثر تماسكًا واستعدادًا لسيناريوهات تقليدية وغير تقليدية».
خلفية تاريخية
تعود جذور «النجم الساطع» إلى عام 1980 كأكبر تمرين ثنائي بين مصر والولايات المتحدة قبل أن يتطوّر لاحقًا إلى تمرينٍ متعدد الجنسيات يُعقد عادةً كل عامين،  ووصفت القيادة المركزية الأمريكية التمرين بأنّه من أقدم وأهمّ المناورات ضمن نطاقها، مع إبراز هدفه في تعزيز الجاهزية والتشغيل البيني وبناء الشراكات. 
وفي نسخ حديثة شارك نحو 1500 عسكري أمريكي ضمن آلافٍ من قوات دول مشاركة، بينما امتدّت نسخة 2025 بين 28 أغسطس و10 سبتمبر بالتنسيق بين «CENTCOM» والقوات المسلحة المصرية.