في إطار توجهات فضيلة الإمام الأكبر أ.دأحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، عقدت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، اليوم الأربعاء، ندوة علمية موسعة بعنوان: “المسكوت عنه في قانون الأحوال الشخصية.. رؤية فقهية”، بحضور جمع غفير من السادة الأئمة والدعاة من مصر ودول العالم الإسلامي، وبمشاركة أ.د حسن الصغير، رئيس الأكاديمية، وأ.د محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د محمد عامر، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر.
أوضح أ.د حسن الصغير أن هذه الندوة تهدف إلى تعزيز التثقيف الفكري والمهاري لدى الدعاة والوعاظ في القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية، لاسيما و أن محاكم "الأحوال الشخصية" كثيرًا ما تستند إلى فتاوى اللجان الرئيسة والفرعية في أحكامها، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية تزخر بالحلول المتكاملة التي تجعلها صالحة لكل زمان ومكان، وتمكّن القضاء من تحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي.
من جانبه، شدد أ.دمحمد الشحات الجندي على أن بعض القضايا المجتمعية، خصوصًا تلك التي تقع ضمن نطاق المسكوت عنه، تتطلب تدخلًا تشريعيًا مدروسًا لحسمها عمليًا، مؤكدًا أهمية الدور التوعوي للعلماء والقائمين على الدعوة في رفع مستوى وعي المجتمع وتعزيز فهم القضايا الأسرية والاجتماعية من منظور شرعي رصين.
وفي سياق متصل، أوضح أ.د محمد عامر أن التقنينات المعاصرة تمنح القضاة القدرة على التعامل مع القضايا الجديدة عبر الإحالة إلى القول الراجح في مذهب الإمام أبي حنيفة أو المبادئ الفقهية العامة، مؤكدًا أن الأحوال الشخصية مجال رحب يتيح للقضاء والاجتهاد الفقهي تحقيق العدالة وصون استقرار المجتمع، بما يتوافق مع ثوابت الشريعة ومتطلبات الواقع المعاصر.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة فعاليات شهرية تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية لدمج المعرفة الشرعية بالعلوم الحديثة، وتعزيز دور الأزهر في معالجة القضايا المجتمعية من منظور فقهي متوازن، وكانت آخر ندواتها بعنوان: “العلاج بالخلايا الجذعية: الأبعاد الطبية والشرعية”.