شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، الجلسة الحوارية التي أقيمت تحت عنوان “دور الثقافة والرياضة في بناء الهوية الوطنية”، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للمجموعة الوزارية للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية.
شارك في الجلسة السيد إيف سانسنراث، القائم بأعمال الممثل المقيم للأمم المتحدة وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والسيدة تينا أندرياماهيفا، رئيسة التغيير الاجتماعي والسلوكي وتنمية المراهقين في يونيسف مصر، وأدارها البطل الأولمبي أحمد الجندي، لاعب المنتخب الوطني للخماسي الحديث.
أوضح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن مصر استطاعت خلال الأعوام الماضية استضافة عدد كبير من الأحداث والبطولات الرياضية الدولية، وهو ما أسهم في تعزيز صورتها الذهنية على المستوى العالمي، وإبراز قدرتها التنظيمية والبشرية، وتحويل الرياضة إلى أحد محركات التنمية في المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن الدولة المصرية تبنّت رؤية واضحة لتعظيم دور الرياضة في تعزيز الهوية الوطنية، وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير المنشآت الرياضية، وتأهيل الكوادر العاملة في المنظومة، بما يعكس اهتمام الدولة بتنمية الإنسان المصري والارتقاء به.
وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أن التجربة المصرية في تنظيم البطولات منذ عام ألفين وثمانية عشر قد أسهمت في إبراز حجم التطور الذي وصلت إليه الدولة المصرية، وتنشيط السياحة الرياضية، وترسيخ مكانة مصر كمركز دولي قادر على استضافة مختلف الفعاليات الكبرى، إلى جانب نقل الصورة الحقيقية للمجتمع المصري بما يعكس رقيّ التعامل وعمق الثقافة وثراء الموروث الحضاري. وأوضح أن هذه النجاحات لم تكن صدفة، بل جاءت نتيجة لعمل مؤسسي منظم، وتخطيط استراتيجي قائم على الاستفادة من الإمكانات المتاحة وتعظيم الأثر الإيجابي للرياضة في الداخل والخارج.
مؤكدا على أن الوزارة تعمل وفق توجهات القيادة السياسية لجعل الرياضة عنصرًا محوريًا في بناء الإنسان المصري، من خلال تنفيذ برامج ومبادرات تستهدف غرس قيم الانتماء والالتزام والعمل الجماعي والمثابرة لدى النشء والشباب، وتوفير بيئات داعمة للمشاركة والتطوير، وتوسيع دائرة الاستفادة من الأنشطة الرياضية والثقافية على مستوى الجمهورية. كما أشار إلى أن التعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، قد أسهم في تنفيذ مشروعات نوعية تُسهم في تمكين الشباب ودعم قدراتهم وفتح مساحات آمنة لهم للتعبير والمشاركة.
واختتم وزير الشباب والرياضة كلمته بالتأكيد على أن بناء الهوية الوطنية هو عملية مستمرة تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة، وتلعب فيها الثقافة والرياضة دورًا أساسيًا في تعزيز قيم الانتماء والعمل والإصرار واحترام التنوع، بما يُسهم في إعداد جيل جديد قادر على الإبداع والابتكار، وقادر على تحمل مسؤولياته والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة المصرية. وأضاف أن الوزارة ستواصل جهودها من أجل تطوير منظومة الشباب والرياضة بما يتسق مع رؤية الدولة للمستقبل، ومع طموحات الشباب وقدراتهم التي تمثل الثروة الحقيقية للمجتمع المصري.
فيما وجّه السيد إيف سانسنراث، القائم بأعمال الممثل المقيم للأمم المتحدة وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، الشكر لوزير الشباب والرياضة على دعمه لبرامج الشباب، مشيرًا إلى أن التنوع الثقافي يمثل عنصرًا رئيسيًا في تطوير المجتمعات. وأكد أن مصر تشهد فكرًا جديدًا في دمج الشباب والاستفادة من طاقتهم، وهو ما يتجسد في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب، والتي تعكس رؤية واضحة وتكاملًا بين القيادة السياسية ومؤسسات الدولة لدعم الشباب والارتقاء بقدراتهم.
وأوضح أن الرياضة تُسهم في بناء روح الجماعة والإصرار والعزيمة، كما توفر بيئات آمنة للشابات والفتيات لممارسة الرياضة والتعبير عن أنفسهن.
ومن جانبها استعرضت السيدة تينا أندرياماهيفا، رئيسة التغيير الاجتماعي والسلوكي وتنمية المراهقين في يونيسف مصر، جهود اليونيسف في دعم الرياضة والتنمية الشبابية في مصر، مؤكدة أن التعاون بين اليونيسف والحركة الرياضية في مصر يمتد منذ عام 2012، حيث تُعد الرياضة وسيلة فعالة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتنمية القدرات الذهنية والجسدية والعقلية.
وأشادت بالطفرة الكبيرة التي حققتها وزارة الشباب والرياضة في التوسع بإنشاء وتطوير مراكز الشباب، والتي وصلت إلى نحو 5000 مركز على مستوى الجمهورية، مؤكدة أن هذا التوسع يوفّر فرصًا واسعة للشباب لممارسة الرياضة واكتساب مهارات جديدة، ويُسهم في خلق جيل لديه رؤية وقدرة على التطوير والمبادرة.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الرياضة ليست مجرد ممارسة بدنية، بل منظومة متكاملة تُسهم في بناء الشخصية، وتطوير القدرات، وتعزيز الهوية الوطنية.