عبرت السفارة الروسية بالقاهرة عن دعم روسيا للمصريين و اكدت في رسالة للمصريين في الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو 2013، عن احترامها لارادة المصريين بعد أن اختار الشعب المصري طريق التقدم والازدهار لبلاده.
وقالت السفارة في كلمة لسفير روسيا في مصر جيورجي بوريسينكو: "اسمحوا لي أن أهنئكم بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، عندما اختار الشعب المصري الحكيم طريق التقدم والازدهار لبلاده. سمح هذا الحدث الجوهري للدولة في تاريخ مصر الحديث بإعادة هويتها وأصالتها، وأثبت للعالم أجمع أنه لا يمكن كسر إرادة المصريين".
وتابع السفير: "دعمت روسيا أصدقاءها المصريين في اختيارهم، تماما كما في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما تم تشكيل الدولة المصرية الحديثة بفضل الوطنيين الشجعان. وضع البطل جمال عبد الناصر، الذي ترأس مصععر في ذلك الوقت، بمساعدة نشطة من الاتحاد السوفيتي، أسس الإمكانات الاقتصادية والعسكرية والبنية التحتية والتكنولوجية للبلاد".
وأشار إلى أنه: "واليوم يواصل الرئيس عبد الفتاح السيسي بكرامة قيادة شعبه على طريق الاستقلال والازدهار. إن جمهورية مصر العربية تحت قيادته هى دولة نامية ديناميكيًا وتحتل موقعًا مركزيًا في المجتمع العربي، وهي واحدة من الدول الرائدة في القارة الإفريقية وتتمتع بتأثير كبير على المسرح العالمي".
وقال السفير الروسي بالقاهرة إن نطاق المشاريع الوطنية المنفذة داخل الدولة مثير للإعجاب. على مدار العقد الماضي ظهرت مدن جديدة في مصر بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، لافتة في الابتكار والجمال والراحة. أقيمت مرافق طاقة وصناعية كبيرة وجاري بناؤها. تم إدخال مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت صحراوية في السابق في التداول الزراعي. يتم تنفيذ مبادرات لتحسين حياة السكان الذين يتمتعون بدعم اجتماعي شامل من الدولة. يتم الحفاظ على تاريخ عظيم بعناية كما يتضح من افتتاح متاحف جديدة مجهزة بأحدث التقنيات.
ونوه أنه خلال هذه السنوات العشر تمكنت روسيا ومصر من تعزيز تفاعلهما بشكل كبير والذي أصبح له الآن طابع الشراكة الإستراتيجية. جاء ذلك في الاتفاقية التي وقعها رئيسا البلدين في عام 2018. إن تعاوننا متكامل ويغطي المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والعلمية وغيرها.
على وجه الخصوص تقوم شركة "روساتوم" الحكومية الروسية ببناء أول محطة للطاقة النووية المصرية في مدينة الضبعة والتي ستتألف من أربع وحدات مفاعلات وستصبح واحدة من أكبر المحطات في العالم. تنفيذ المشروع الضخم، الأكبر من السد العالي بأسوان، يتوافق تمامًا مع الخطة التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحتى قبل الموعد المحدد.
وأشار بوريسنكو إلى أنه يتم إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس. تساعد شركتا الطاقة الروسيتان الرائدتان "روسنفت" و"لوك أويل" مصر في تطوير حقول الغاز والنفط. لقد أوفت شركة "ترانس ماش حولدينغ" بالتزاماتها بموجب أكبر عقد للسكك الحديدية المصرية لشراء 1300 عربة ركاب.
ونوه بأن روسيا هي المورد الرئيسي للحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى لمصر. وعلى الرغم من محاولات الغرب منع صادراتنا من أجل حرمان الدول المحتاجة للغذاء وإحداث مجاعة فقد استقبل المصريون في العام الزراعي 2022-2023 نحو 8 ملايين طن من القمح الروسي وهو عدد أكبر من ذي قبل. كما زاد إجمالي التجارة الثنائية العام الماضي وتجاوز 6 مليارات دولار أمريكي.
كما أوضح أن روسيا ومصر تتعاونان بشكل وثيق في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي. نحن نعمل معًا لتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتوصل إلى مبادرات مشتركة ودعم بعضنا البعض في منصات عالمية مثل الأمم المتحدة، ونحن على ثقة من أن المزيد من الإنجازات المشتركة تنتظرنا في المستقبل. في سياق النظام العالمي المتغير الذي أصبح متعدد الأقطاب ستحتل مصر بالتأكيد مكانا بارزا في الهيكلة الجديدة للعلاقات الدولية حيث تكون روسيا بصفتها صديقا حقيقيا على الاستعداد دائما لمساعدتها
وأكد أن التعاون في المجال الإنساني يتطور بنشاط. حيث أن الأدب الروسي والفنون الجميلة والباليه معروفة جيدًا في مصر وتزورها فرقنا الإبداعية ومعارضنا الفنية بانتظام. في الوقت نفسه يتزايد تدفق السياح الروس القادمين إلى هنا وهم يحبون جدًا بالشمس المصرية والبحر وكرم الضيافة. في المقابل ، يدرس الآن حوالي 16 ألف شاب مصري في روسيا ، بينما تخطط بعض الجامعات الروسية الرائدة لفتح فروع لها هنا.