مخطأ حاكما كان أو شعوبا من يراهن على المجتمع الدولى بغية الإنصاف ، والحفاظ على الحقوق المسلوبه .. مخطأ من لايستقر فى يقينه وضميره حتمية الحفاظ على إستقرار الأوطان ، ودعم قادتها ، وتصويب مسلك الشاردين فيها .. مخطأ من يبتغى مصلحه شخصيه فيصدر المشكلات للمسئولين ، ويدفع بهم للمواجهة مع كل الفئات فيكون نتيجتها مزيدا من الإحتقان .. مخطأ من يبحث عن السعاده عند فاقديها .. الأوطان هى الكيان فالنحافظ عليها ونتمسك بأن تكون فى عليين ، أعتقد أن تلك مطالب مشروعه تتفق مع الثوابت الحياتيه ، لأنه من لايحافظ على كيان الأوطان وثوابتها إنسان فاقد القيمه منعدم الكيان ، هكذا ترسخ فى الوجدان تأثرا بما يحاط بنا من صراعات وإنهيارات وإنهزامات كما فى سوريا .
مادفعنى لتلك القناعه ماأدركناه يقينا بسقوط دمشق ، وتعاطى المجتمع الدولى مع سقوط بشار من إفتقاد العداله فى هذا العالم بالكليه ، وفقدان المنظمات الدوليه قيمتها حيث أصبحت منظمة الأمم المتحدة فى قبضة أمريكا ، وكذلك أصبحت المحكمة الجنائية الدولية ، ومحكمة العدل الدولية تحت أمر البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى ، وتلاشى دور جامعة الدول العربية ، كما أثبتت الأحداث أن شريعة الغابه هى الفيصل فى كل النزاعات ، وليس القانون الدولى ، أو الثوابت الدوليه فيما يتعلق بالحفاظ على الدول ، وأنه لامكان فى هذا العالم للضعيف ، وأن مانتغنى به من عداله وإنسانيه هى مفتقده بالكليه فى هذا الزمان ، وأن العداله تلاشت من الوجود ، وأن مايسمى من مجتمع ينعم بالحريه والديمقراطيه والعداله الإجتماعيه هو وهم وخداع بعد الضعف الذى أدركه كل العالم فى مجلس الأمن ، والأمم المتحده ، والذى تجلى فى التعاطى مع الإجرام الصهيونى من إحتلال الجولان ، وإستغلال سقوط بشار وتكثيف الغارات على الجيش السورى لتدميره ، كما سبق وأن عربدت فى لبنان ، وأجرمت فى غزه ومازالت ، يتعاظم ذلك مع تلك البلطجه الأمريكيه التى نبهتنا إلى أهمية التلاحم العربى وأهمية أن يكون واقعا حقيقيا .
قولا واحدا .. المجتمع الدولى وأجهزته باتوا يتعاملون بمعايير مقلوبه سحقت كل مايحاولون سنوات وسنوات ترسيخه لدينا إنطلاقا من شعارات تؤجج المشاعر ، وإذا بنا ندرك ان قرارات الشرعية الدولية لا تنفذ إلا على الشعوب المسكينه ، والدول الفقيره ، وبات نتنياهو فوق الجميع ، إلى الدرجه التى معها جعلته يحتقر قرارات الأمم المتحدة ، ويسخر من العدالة الدولية ، وهذا طبيعى لأنها لم تستطع ردعه ، وتركته يقتل الشعوب ويدمرالمبانى فوق رؤوس ساكنيها , ولا أحد يوجه له حتى اللوم ، يمارس جرائم حرب وإبادة جماعية بالتجويع والأسلحة المحرمة دوليا , ويمارس عمليات التهجير القسرى , ولا أحد يردعه ، يغزو سوريا ولبنان وكذلك الجولان ولاأحد يتصدى له من الذين صدعوا أدمغتنا بما يسمى حقوق الإنسان ، يدمر الشعب الفلسطينى ويبيد أهل غزه دون حراك .
بالمجمل سقطت الشرعيه الدوليه على أعتاب دمشق والجولان وقبلهم غزه رمز العزه وجنوب لبنان ، ليس هذا الطرح على سبيل المجاز بل إنه الواقع اليقينى والحقيقى الذى جسدته الأحداث ، والذى معها تم وأد القوانين الدوليه ، والثوابت الإنسانية ، أمام البلطجة العالمية التى تقودها واشنطن ، ولندن ، وباريس ، تجلى ذلك فى دعم تل أبيب فى إجرامها ، وغض الطرف عما ترتكبه من فظائع بحق الإنسانيه , الأمر الذى معه إستقر اليقين أنهم جميعا مجرمين ، إما بالفعل ، أو المشاركه ولو بالصمت ، وغض الطرف ، هذا واقع يدركه القاصى والدانى .